الرئيسية » حكايات متنوعة » ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق والغرب

ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق والغرب

لا تزال كلمات شهرزاد “بلغني أيها الملك السعيد، ذو الرأي الرشيد …”، التي استهلت بها حكاياتها وأساطيرها للملك “شهريار”، حاضرة بقوة على مدار قرون في الذاكرتين العربية والغربية، يرددها القراء والمتخصصون حال سردهم لقصص جمعها كتاب أسطوري يحمل اسم “ألف ليلة وليلة”، أسهم في تشكيل الفكر العربي والغربي ولفت الانتباه إلى دراسة الشرق وطبائعه، كما وضع اللبنة الأولى لتأسيس علم “الاستشراق”.

يعد كتاب ألف ليلة وليلة من أهم الكتب التراثية التي مثلت جزءا من الموروث الثقافي والشعبي العربي، من خلال ما يضمه بين دفتيه من حكايات وصل عددها إلى نحو 200 حكاية تخللتها أشعار، امتزج فيها الواقع بالأسطورة، في سرد قصص مستوحاه من التاريخ والعادات وأخبار الملوك وعامة الناس، واللصوص والجن، فضلا عن قصص جاءت على ألسنة الحيوانات.

عادات المصريين ومظاهر احتفالهم بشهر رمضان في كتابات الرحّالة والمستشرقين
مصريات في عيون رحالة ومستشرقين غربيين
ولا يُعرف حتى الآن على وجه التحديد من هو مؤلف الكتاب، بيد أن بعض النقاد يلفتون إلى أن أسلوب السرد المتبع في تأليفه يشير إلى أن واضعه ليس شخصا واحدا بل أكثر من شخص خلال فترات زمنية مختلفة، في حين أجمع البعض على أن البناء الأساسي للقالب الدرامي لتلك الحكايات يعتمد على ما يُعرف بالألف خرافة الفارسية أو “هزارأفسان”، ويميل البعض إلى الجزم بأن أصل الكتاب هندي مع إقرار آخرين بفضل الفرس والعرب في كتابته

جهود الغرب في ترجمة ألف ليلة وليلة

مثلت الترجمة الفرنسية لأنطوان غالان عام 1704 للمجتمع الفرنسي والأوروبي خلال القرنين الـ 18 والـ 19 المصدر الوحيد لقصص ألف ليلة وليلة.

يحتل كتاب ألف ليلة وليلة مكانة بارزة في الأدبين العربي والغربي، داعبت حكاياته عقول أجيال قرونا طوالا، وورد ذكر بعض الليالي في بعض المصادر العربية القديمة، غير أن الفضل الأكبر في اكتشافه يعود إلى المستشرقين الذين انفردوا عن سواهم بدرس هذا الأثر الأدبي وتقديمه إلى العالم وبيئته العربية، ونسخه وطبعه طبعات متعددة ربما أسهمت في حفظه من الضياع

ويأتي صدور الترجمة الفرنسية لأنطوان غالان عام 1717 سابقة على الطبعة العربية بأكثر من مئة عام، إذ ظهرت طبعة عربية تعرف باسم “كلكتا” عام 1814، تلتها طبعة عربية للكتاب تعد الأولى في المنطقة العربية، والمعروفة باسم “طبعة بولاق” في مصر عام 1833، اعتمدت على نسخة هندية مترجمة عن مخطوط مصري الأصل، ومن طبعة بولاق خرجت طبعات مصرية عديدة.

Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *