💢 زي النهارده : 19 مايو 1935 ..
وفاة لورنس العرب ( الجاسوس الناعم )
توماس إدوارد لورنس
( 16 أغسطس 1888 – 19 مايو 1935 )
💢 هو ضابط بريطاني نال شهرة كبيرة وخلد إسمه في التاريخ العربي بسبب مساعدته للقوات العربية خلال الثورة العربية الكبرى عام 1916 ضد الإمبراطورية العثمانية لأنه أدرك أنها الخطوة الأولى التي ستمكن بلاده من إحكام قبضتها على الدول العربية وقيام دولة لليهود بفلسطين ، وقد صُور عن حياته فيلم شهير حمل اسم “لورنس العرب” أنتج عام 1962م من بطولة النجم العالمي عمر الشريف و الممثل الإيرلندي بيتر أوتول ..
💢 بدا لورنس مولعًا بحضارة الشرق منذ البداية حتى أنه اقترح على استاذه العالم الأثري المعروف “هو غارت” أن يقوم بزيارة لمنطقة الشرق لأنها مشهورة بحضاراتها و حفرياتها ، وقام لورنس بالاعداد لرحلته بتعلم بعض قواعد اللغة العربية التي تساعده على التواصل مع الآخرين ، و تقدم لمدير الكلية الياسوعية بجامعة أكسفورد بطلب للاتصال بالسلطات التركية بهدف تزويده بكتاب تاريخي وأثري يسهل مهمته ..
💢 وعند اندلاع الحرب العالمية الأولى راحت كل من الدول الكبرى : فرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا تسعى لتحقيق مصالحها الخاصة و التي منها : توسيع رقعة نفوذها والسيطرة على الأماكن الإستراتيجية وعلى منابع النفط ، لذلك أخذت بريطانيا ترسل عملاءها إلى المنطقة ، فاستدعت القيادة الإنكليزية أصحاب الخبرة في البلاد العربية ومنهم “لورنس” الذي التحق بسلك المخابرات العسكرية ، و عندما دخلت تركيا الحرب ضد الإنجليز في أواخر عام 1913 عُيّن لورنس في القاهرة مشرفاً على شبكة للتجسس كان هو يختار أعضاءها بنفسه ، ولكي يقوم بوظيفته تلك على أكمل وجه تمّ إعداده ، فنُظِّمت مطالعاته لاسيما فيما يتعلّق بالتاريخ الحربي حتى يقال إنّه قرأ كل ما له علاقة بالفروسية وبحروب القرون الوسطى ، وقرأ حوالي 25 مجلّداً خاصاً بنابليون بونابرت ..
💢 دخل لورنس العرب الجزيرة العربية وبالطبع كان الهدف الأساسي أمامه طرد الأتراك من الجزيرة العربية و هيمنة القوات البريطانية والتمهيد لمشروع الدولة اليهودية الذي صاغه ثيودور هرتزل ووعد به آرثر جيمس بلفور وزير خارجية إنجلترا في سنة 1917 فيما يعرف بوعد بلفور ..
💢 وبمبادرة من الشريف حسين أمير مكة وبالتحالف مع الأمير فيصل و نوري السعيد بدأت الشرارة الأولى للثورة العربية الكبرى في الحجاز والتي كان من الأحرى تسميتها بالخديعة الكبرى ، وهي ثورة مسلحة قامت ضد الخلافة العثمانية ، و ذلك قبل فجر يوم التاسع من شعبان 1334هـ – الثاني من يونيو 1916 وامتدت الثورة ضد العثمانيين بعد إخراجهم من الحجاز حتى وصلت سوريا العثمانية ، و تم إسقاط الخلافة فيها ، وفي العراق ..
💢 إتفق لورنس مع الأمير فيصل على تنفيذ خطة معده مسبقاً ، تقوم الخطة على تنفيذ هجوم من بلدة أريحا في الخامس من مايو 1918 و احتلال مدينة السلط و بلدة معان وتدمير خط السكك الحديدة جنوب عمان ، وقد أعد لورنس مع “نوري السعيد” القوات المتأهبة للحرب ..
💢 وقد شهدت هذه الحرب الكثير من المذابح التي يندى لها الجبين والتي راح ضحيتها الكثير من الأطفال والنساء دون أدنى احترام للعهود والمواثيق ..
💢 وهكذا نجح لورنس في مهمته التي جاء من أجلها و هي تحريض القبائل العربية و زعمائها ضد الدولة العثمانية و دفعها إلى التمرد عليها ، وبالفعل نجحت الثورة وانتهت بعد تنصيب فيصل ملكا على العراق و الأمير عبد الله ملكا على الأردن ..
💢 عاد لورنس إلى إنجلترا بعد أن أدى مهمته والتحق بعد ذلك تحت اسم مستعار بسلاح الجو الملكي ، والواقع أنه عانى كثيرا من الضغط العصبي جراء الحياة الصعبة التي عاشها وخصوصاً بعد أن أصبح مطلوباً من العرب المعارضين لثورة الشريف حسين وانكشاف أنه عميل للمخابرات البريطانية وجاسوس ..
💢 صدر له عام 1922 كتاب “أعمدة الحكمة السبعة” ( بالإنجليزية : Seven Pillars of Wisdom ) ، وضع فيه لورنس خلاصة تجربته السياسة في إدارة أنظمة دول الشرق الأوسط بعد قيام الثورة العربية وسقوط الدولة العثمانية ، ويدور في مجمله حول تاريخ الجزيرة العربية ..
💢 وفي عام 1934 تم إعفائه من سلاح الجو الملكي مما أدى إلى إصابته بانهيار عصبي وقضي لورنس بقية حياته في كوخ في شمال “بوفينجتون” ، وفي عام 1935 توفي عن ستة و أربعين عاما بعد سقوطه من دراجته النارية التي كان يقودها بسرعة كبيرة في محيط مدينة اكسفورد و هو عائد إلى منزله بحادث قيل وقتها أنه مدبرا ..
💢 دفن في مقبرة موريتون بعد تشييعه في جنازه مهيبه حضرها شخصيات سياسية وعسكرية مهمة ورموز للمجتمع البريطاني الأرستقراطي مثل ونستون شرشل ، لورد لويد ، ليدي آستور ، الجنرال وفل ، اغسطس جون وغيرهم ..
💢 وقد تم تشييد تمثال نصفي له أمام كاتدرائية القديس بول في لندن ..