هو أحد أولي العزم من الرسل، وأول رسول بعثه الله إلى البشرية بعد انتشار الشرك وعبادة الأصنام بين الناس. ذُكرت قصته في العديد من سور القرآن الكريم، مثل سور هود، والشعراء، والصافات، ونوح، وغيرها.
دعوة نوح لقومه: أرسل الله نوحًا إلى قومه الذين كانوا يعبدون الأصنام، فدعاهم إلى توحيد الله وترك عبادة ما لا ينفع ولا يضر. استخدم نوح عليه السلام أساليب متعددة في دعوته؛ فدعاهم سرًا وعلنًا، ليلًا ونهارًا، وحثهم على الاستغفار والتوبة ليحصلوا على مغفرة الله ورحمته. قال تعالى على لسان نوح: “فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا” (سورة نوح: 10-11).
رد فعل قومه: رغم الجهود الكبيرة التي بذلها نوح عليه السلام على مدى 950 عامًا في دعوة قومه، إلا أنهم استمروا في عنادهم وكفرهم، واتهموه بالضلال والجنون. قالوا: “إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ” (سورة الأعراف: 60). لم يؤمن معه إلا قليل، واستمر الأكثرية في عبادة أصنامهم.
أمر بناء السفينة والطوفان: بعد يأس نوح من إيمان قومه، أوحى الله إليه ببناء سفينة عظيمة لحمل المؤمنين ومن كل زوجين اثنين من المخلوقات. بدأ نوح ببناء السفينة تحت إشراف الله وتوجيهه، وكان قومه يسخرون منه أثناء ذلك. عندما جاء أمر الله، وفارت التنور، أمر الله نوحًا بالركوب في السفينة هو ومن آمن معه. أرسل الله الطوفان كعقاب للكافرين، وغرقت الأرض بالمياه، وهلك كل من كفر بالله ولم يركب السفينة.
نجاة نوح والمؤمنين: بعد انتهاء الطوفان، استقرت السفينة على جبل الجودي، وأمر الله الأرض بابتلاع مياهها والسماء بالتوقف عن المطر. نزل نوح ومن معه من السفينة ليبدأوا حياة جديدة على الأرض. قال تعالى: “قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِّنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ” (سورة هود: 48).
قصة نوح عليه السلام تحمل العديد من الدروس والعبر، أبرزها الصبر في الدعوة إلى الله، والثبات على الحق رغم الصعوبات، والاعتماد على الله في كل الأمور.
