الزهايمر: مرض الذاكرة الصامت وتطوره التدريجي

يُعدّ مرض الزهايمر أحد أكثر الأمراض العصبية انتشارًا وخطورةً في العالم، ويصيب بشكل خاص كبار السن، لكن قد تظهر أعراضه المبكرة لدى البعض في عمرٍ أقل. يُعرف الزهايمر بأنه مرض تنكّسي عصبي تدريجي، يؤثر بشكل مباشر على الذاكرة والتفكير والقدرة على أداء المهام اليومية.
توضح الدكتورة جالينا دانيليفسكايا، أخصائية الأعصاب الروسية، أن المرض لا يظهر فجأة، بل يتطور بشكل بطيء، ويبدأ بفقدان الذاكرة القصيرة، ليؤثر تدريجيًا على حياة الإنسان بالكامل.
الأعراض المبكرة لمرض الزهايمر
في المراحل الأولى من المرض، يعاني المريض من صعوبة في تذكّر الأحداث القريبة، كأسماء الأشخاص الجدد، أو ما قرأه مؤخرًا، أو مواعيده اليومية. وقد لا يلاحظ الشخص أو المحيطون به أن هذه علامة على مرض خطير، حيث تظل الذاكرة البعيدة (مثل ذكريات الطفولة والشباب) سليمة في البداية.
تقول د. جالينا:
“ينسى الشخص أولًا الحقائق غير المهمة عاطفيًا بالنسبة له، مثل بعض التفاصيل اليومية، أو محتويات الكتب، ولكن مع مرور الوقت، قد ينسى حتى الأحداث الشخصية والمهمة.”
كيف يؤثر الزهايمر على الحياة اليومية؟
مع تطوّر المرض، لا يقتصر التأثير على الذاكرة فقط، بل يبدأ يؤثر على وظائف معرفية أخرى، مثل:
- اللغة والكلام: قد يصعب على المريض إيجاد الكلمات المناسبة أو فهم ما يقوله الآخرون.
- القدرة على تحديد المكان والزمان: يضيع المريض في أماكن مألوفة أو لا يعرف التاريخ أو حتى اليوم.
- اتخاذ القرارات والتخطيط: يصبح من الصعب على المريض اتخاذ قرارات بسيطة أو تنفيذ خطوات متتالية.
- القراءة والكتابة والحساب: تظهر صعوبة في العمليات الحسابية البسيطة أو في الكتابة الصحيحة.
- تكرار الأسئلة أو الجمل: علامة واضحة على خلل في عمل الذاكرة قصيرة المدى.
مراحل تطور الزهايمر
ينقسم تطوّر مرض الزهايمر إلى 3 مراحل رئيسية:
- المرحلة المبكرة: صعوبة في التذكر، تقلبات في المزاج، نسيان المواعيد أو الأسماء.
- المرحلة المتوسطة: خلل واضح في الوظائف المعرفية، صعوبة في التواصل، الاعتماد الجزئي على الآخرين.
- المرحلة المتأخرة: فقدان القدرة على التواصل، فقدان التحكم في الجسم، الاعتماد الكامل على الرعاية.
هل يوجد علاج لمرض الزهايمر؟
حتى الآن، لا يوجد علاج نهائي يشفي الزهايمر، لكن الأدوية المتوفّرة تساعد في إبطاء تقدم المرض وتحسين نوعية الحياة. كما أن التشخيص المبكر والتدخّل الطبي والنفسي يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في تقليل حدة الأعراض.
الوقاية والتقليل من خطر الإصابة
لا يمكن منع الزهايمر بشكل كامل، ولكن يمكن اتخاذ خطوات قد تساعد في تأخير ظهوره:
- ممارسة الرياضة بانتظام
- الحفاظ على نظام غذائي صحي (خاصة حمية البحر المتوسط)
- تنشيط العقل من خلال القراءة، حل الألغاز، وتعلّم لغات جديدة
- الابتعاد عن التوتر المزمن والنوم الكافي
- الحفاظ على التفاعل الاجتماعي والعلاقات الإنسانية