🧬 العلم يعيد إحياء وجه مصري قديم بعد آلاف السنين: من العصر الحجري إلى الحاضر بتقنية الثري دي

في خطوة مذهلة تُجسّد كيف يمكن للعلم أن يعيد الماضي إلى الحياة، نجح علماء في إعادة بناء وجه رجل مصري عاش قبل أكثر من 7000 عام باستخدام تقنيات متقدمة في التصوير ثلاثي الأبعاد، مستندين إلى هيكل عظمي عُثر عليه في موقع أثري يُعرف باسم نزلة خاطر بمحافظة سوهاج، جنوبي مصر.
هذا الاكتشاف لا يُمثل فقط تقدمًا علميًا، بل جسرًا حقيقيًا بين الحاضر والماضي، يُمكننا من النظر في وجوه أجدادنا الذين عاشوا في عصور ما قبل التاريخ.
🦴 اكتشاف هيكل نزلة خاطر: أقدم المصريين القدماء
في عام 1980، عثر علماء الآثار المصريون على هيكل عظمي بشري سليم نسبيًا في منطقة نزلة خاطر، وهو موقع أثري يعود إلى العصر الحجري الحديث (حوالي 8000 إلى 5000 قبل الميلاد).
ويُعد هذا الهيكل أحد أقدم الأدلة على وجود الإنسان العاقل Homo sapiens في الأراضي المصرية.
ما ميّز هذا الاكتشاف هو الحالة الجيدة نسبيًا للجمجمة، مما سمح للعلماء فيما بعد باستخدامها كأساس لإعادة تشكيل ملامح وجه الإنسان الذي عاش في زمن سحيق.
🧠 كيف أعاد العلماء بناء الوجه؟
في عام 2024، استعان فريق من الباحثين البرازيليين بتقنية إعادة الإعمار الرقمي ثلاثي الأبعاد لتكوين صورة شبه حقيقية لوجه الرجل المصري القديم.
اعتمد العلماء على بيانات محددة من:
- شكل وحجم الجمجمة
- موقع الأسنان
- فتحات الأنف وحجمها
- عرض الفك وبروز الذقن
- كثافة الحاجبين وشكل العيون
ثم تم إدخال هذه البيانات في برامج متقدمة تُحاكي الأنسجة العضلية والجلد، ليخرجوا بصورة تقريبية تُظهر ملامح رجل مصري عاش قبل آلاف السنين، بشكل دقيق وشبه واقعي.
👤 من هو هذا المصري القديم؟
تشير التحليلات إلى أن الرجل كان:
- في عمر يتراوح بين 17 إلى 29 عامًا وقت وفاته.
- طوله حوالي 160 سم.
- يتمتع بـ بنية جسدية قوية.
- يمتلك أنفًا كبيرًا، شفتين سميكتين، وحاجبين كثيفين، وهي سمات تتماشى مع التركيبة الوراثية لسكان شمال إفريقيا القدماء.
📚 لماذا هذا الاكتشاف مهم؟
هذا الإنجاز العلمي يُعد واحدًا من أبرز الأمثلة على استخدام التكنولوجيا الحديثة في علم الآثار والأنثروبولوجيا، وتكمن أهميته في:
- تقديم وجه إنساني للتاريخ: بدلاً من مجرد هياكل وأرقام، أصبح بإمكاننا رؤية ملامح واقعية لأشخاص عاشوا قبل آلاف السنين.
- فهم التطور البشري: تساهم هذه البيانات في دراسة كيفية تطور شكل الإنسان على مر العصور.
- تعميق الفهم للهجرات البشرية: يساعد في تتبع حركة البشر الأوائل في قارة أفريقيا وخارجها.
- تعزيز الهوية التاريخية: تُعطي المصريين والأفارقة عامة تصورًا ملموسًا لأصولهم القديمة.
🕰️ من التقنية إلى التاريخ: مزيج يبهر العالم
الصورة التي خرج بها الباحثون لا تقتصر على كونها رسمًا لوجه قديم، بل هي رسالة بأن التاريخ حي، ويمكن للعلم أن يعيده إلينا بصورة بصرية، تساعدنا على الارتباط أكثر بجذورنا، والشعور بأن الحضارة التي ننتمي إليها لم تكن مجرد حجارة، بل بشر مثلنا تمامًا.