🎲 لعبة السنت الفرعونية: أقدم ألعاب الذكاء في تاريخ البشرية
من قلب الحضارة المصرية القديمة، خرجت واحدة من أقدم وأشهر الألعاب الذهنية التي عرفها الإنسان: لعبة “السنت”.
لعبة لا تزال تُحيّر الباحثين حتى يومنا هذا، لما تحمله من رموز دينية ومعاني روحية، إلى جانب كونها وسيلة ترفيهية كانت محببة للملوك والنبلاء، وعلى رأسهم الملك توت عنخ آمون والملكة نفرتاري.
🧠 لعبة السنت: أداة للذكاء والترفيه
رغم أن طريقة اللعب الدقيقة ما زالت مجهولة حتى اليوم، إلا أن علماء الآثار يؤكدون أن لعبة “السنت” كانت تُشبه في طابعها لعبة الشطرنج أو الطاولة، وتُصنف ضمن ألعاب تنمية الذاكرة والذكاء والتخطيط.
تتكون اللوحة من:
- 30 مربعًا موزعين على 3 صفوف أفقية، كل صف يحتوي على 10 مربعات.
- المربعات كانت مرقّمة أو محفورة برموز هيروغليفية تشير إلى معاني مثل “المرور” أو “التقدّم”.
صُنعت بعض ألواح السنت من مواد فاخرة مثل العاج والأبنوس، مما يدل على أهميتها ومكانتها بين المصريين القدماء.
👑 توت عنخ آمون… لاعب السنت الأول
في مقبرة الملك الشاب توت عنخ آمون، تم العثور على أربع لوحات مختلفة للعبة السنت ضمن أثاثه الجنائزي.
ويُعتقد أن وجود هذه اللعبة داخل القبر ليس للزينة فقط، بل يحمل رمزية دينية عميقة ترتبط بمفاهيم مثل:
- العبور إلى العالم الآخر
- انتصار قوى الخير على الشر
- رحلة الروح في الحياة الأبدية
وقد أظهرت بعض الجداريات الملك وهو جالس يلعب، مما يشير إلى اهتمامه الشخصي بها وربما براعته فيها.
👸 نفرتاري… ملكة الجمال والذكاء
في أحد أجمل مشاهد مقبرة الملكة نفرتاري، زوجة رمسيس الثاني، تُظهرها الرسومات وهي جالسة بهدوء وأناقة تلعب لعبة السنت.
هذه الصورة الأيقونية تُعبّر عن:
- تقدير المصريين القدامى للمرأة المفكرة
- دمج الترفيه مع الرمزية الدينية
- العلاقة بين اللعب والتأمل في فلسفة ما بعد الحياة
🛋️ التصميم الفخم لألواح السنت
بعض نماذج اللعبة كانت تُصنع بتفاصيل مبهرة:
- لوحة من الأبنوس الأسود مُثبتة على حامل مزخرف.
- درج خاص لحفظ قطع اللعب، مصنوع من العاج الأبيض.
- مقابض وأجزاء زخرفية دقيقة، مما يجعلها تحفة فنية بجانب كونها لعبة.
🧩 هل كانت السنت مجرد لعبة؟
علماء المصريات يؤكدون أن السنت لم تكن مجرد لعبة تسلية، بل كانت أداة:
- للتعبير عن مفاهيم دينية وفلسفية.
- لتمثيل الانتصار على الشر والمجهول.
- لتهيئة الروح للانتقال إلى العالم الآخر.
لذلك لم يكن غريبًا أن تُوضع مع الملوك في قبورهم، تمامًا كالسيوف والذهب.
