حكايات حول العالم

🧾 محكمة العدل الدولية تنظر في دعوى “الإبادة الجماعية” ضد إسرائيل: اختبار حقيقي لعدالة المجتمع الدولي

يترقّب العالم اليوم، بكل اهتمام وحذر، ما ستسفر عنه جلسات محكمة العدل الدولية في لاهاي، التابعة للأمم المتحدة، حيث تبدأ النظر في دعوى تاريخية رفعتها دولة جنوب أفريقيا ضد الاحتلال الإسرائيلي، تتهمه فيها بارتكاب جريمة إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وتُعد هذه القضية، كما وصفها كثير من المراقبين، محكًا حقيقيًا لمدى عدالة المحكمة الدولية وشفافيتها وحيادها السياسي، في واحدة من أكثر القضايا حساسية وخطورة في العصر الحديث.


⚖️ خلفية القضية: ماذا تقول جنوب إفريقيا؟

تستند جنوب أفريقيا في دعواها إلى انتهاكات جسيمة وخروقات منهجية ترتقي لجريمة “الإبادة الجماعية”، حسب ما نصت عليه اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية ومعاقبة مرتكبيها لعام 1948، والتي تُعتبر إسرائيل طرفًا موقعًا عليها.

تشير الدعوى، التي قُدمت رسميًا إلى المحكمة، إلى أن:

“إسرائيل قامت بأعمال تهدف إلى تدمير الشعب الفلسطيني في غزة جزئيًا أو كليًا، من خلال القتل الجماعي، وتدمير البنية التحتية، ومنع المساعدات الإنسانية، واستهداف المدنيين والمنشآت المدنية عن عمد.”

وطالبت جنوب إفريقيا المحكمة باتخاذ تدابير مؤقتة عاجلة لوقف الهجمات الإسرائيلية وحماية المدنيين.


🏛️ المحكمة الدولية تبدأ أولى جلساتها

الخميس الموافق 11 يناير، عُقدت الجلسة الأولى، حيث استعرض ممثلو جنوب إفريقيا أدلتهم القانونية والحقوقية، مستندين إلى تقارير أممية وحقوقية، بالإضافة إلى تصريحات من مسؤولين إسرائيليين تُظهر، بحسبهم، “نية واضحة للإبادة”.

ومن المتوقع أن تعقد المحكمة جلسات استماع تمتد على مدار عدة أيام، تُقدَّم خلالها ردود الطرفين، قبل إصدار أي قرار بشأن التدابير المؤقتة، والتي قد تُفرض خلال أسابيع.


🌍 ردود الفعل الدولية

أثارت هذه القضية تفاعلًا عالميًا واسعًا، حيث أيدت عدة دول موقف جنوب إفريقيا، وأعلنت دعمها لمبادرتها، من بينها:

  • تركيا
  • ماليزيا
  • الجزائر
  • بوليفيا
  • منظمات دولية حقوقية عديدة

في المقابل، سارعت الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية إلى إعلان رفضها التام لهذه الدعوى، معتبرة أنها “لا تساعد في تهدئة الأوضاع” في المنطقة.


🔍 ما أهمية هذه الدعوى دوليًا؟

تعتبر هذه الدعوى من أهم القضايا المعروضة على محكمة العدل الدولية منذ تأسيسها، ليس فقط بسبب طبيعة الاتهام الخطير، بل لأنها:

  • تُسلّط الضوء على قضية فلسطين من زاوية قانونية دولية غير مسبوقة
  • تختبر مدى حياد المجتمع الدولي تجاه قضايا الانتهاكات الإسرائيلية
  • قد تُمهّد لمزيد من الإجراءات القانونية الدولية ضد الاحتلال

🧠 هل يمكن أن يُصدر الحكم قريبًا؟

من المعروف أن قرارات محكمة العدل الدولية تستغرق وقتًا طويلًا، لكن في حالات الإبادة الجماعية، يمكن للمحكمة إصدار تدابير مؤقتة خلال أسابيع، تُلزم الأطراف بوقف أعمال معينة لحين الفصل في جوهر القضية.

لكن رغم ذلك، تنفيذ الأحكام لا يتم بالقوة، وإنما عبر ضغط دولي أو من خلال مجلس الأمن — وهو ما يفتح بابًا جديدًا للتحديات السياسية والقانونية المعقدة.


✍️ خلاصة

بينما تجلس هيئة المحكمة في لاهاي اليوم لتُصغي إلى اتهامات الإبادة الجماعية ضد إسرائيل، يقف العالم أمام مفترق طرق:
فإما أن تُثبت العدالة الدولية جدارتها وحيادها،
وإما أن يترسخ الإحساس بأن القوانين الدولية تُطبق بانتقائية تخدم الأقوى.

فهل تكون هذه القضية نقطة تحول في تاريخ فلسطين والقانون الدولي؟ أم أنها ستُضاف إلى سجل طويل من الانتظارات والخذلان؟

الأسابيع القادمة ستكشف الكثير.


Loading

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى