يمر علينا اليوم ذكرى وفاة الكاتبة والفنانة “كوثر العسال”، هي كوثر مصطفى العسال، ولدت في 26 نوفمبر 1939، بدأت العمل في الستينيات، وشاركت في العديد من الأعمال الفنية والسهرات التليفزيونية، لكن شهرتها الحقيقية كانت من خلال شخصية “درية” زوجة الوزير في مسلسل “لن أعيش في جلباب أبي”، واعتزلت الفن من بعده
هي ابنة خالة الفنان “محمد وفيق”، وكانت تسكن في منزل أمام منزل عائلته، أحبها “وفيق” لكن خجله منعه من البوح بحبه لها، عقدين من الزمان كان يخفي ورائهم الفنان “محمد وفيق”، مشاعره الفياضة تجاه زوجته ورفيقة دربه الفنانة “كوثر العسال”، تلك المرأة التي وافقت على الزواج من حبيبها دون تردد في نهاية الثمانيات، بعدما عرض عليها الأمر عقب وفاة زوجها الأول الفنان عبدالمنعم إبراهيم، لتبدأ بينهما قصة حب من قصص الخيال، وزواج دام حتى وفاتهم.
كانت تربطهما علاقة صداقة وطيدة، إلا أنه بدأ يشعر تجاهها بمشاعر مختلفة، وانقلب الأمر إلى قصة حب، وخجله كان حائلًا بينه وبين الاعتراف لها بمشاعره، لذلك تزوجت من رجل آخر، وتسبب ذلك في ضياع حبيبته منه، ولكنه ظل 20 عامًا في انتظارها حتى توفي زوجها ليتزوجها.
اعتزلت “العسال” الفن، واختفت عنها الأنظار تدريجيًا، واهتمت بحياتها الشخصية، وكرست حياتها لزوجها محمد وفيق، والإهتمام به وبأعماله الفنية، وصرح خلال لقاء تليفزيوني عن مدى حبه وإخلاصه لها قائلًا: “أنا وكوثر مالناش غير بعض، يعني هي مالهاش غيري وأنا ماليش غيرها، إحنا ماليين حياتنا ببعض”، فدائمًا ما كانت تصاب العسال بالمرض في حالة تعرضها لحالة حزن، خاصة فيما يتعلق بزوجها، وقال: “بخاف أزعلها، لما بتزعل بتعيا”، كما أنها كانت لا تخشاه: “لما بزغر لها وببصلها كده ولا بيهمها”، ورغم ذلك لم يرزقهما الله بأبناء.
كان لوفاتها أثر بالغ عليه، فقد واجهت المرض لسنوات إلى أن وافتها المنية، مما سبب صدمة كبيرة لزوجها، الذي وقف في عزائها، ولم تفارق دموعه عينيه، وقرر أن يتبرع بمجوهراتها إلى مستشفى سرطان الأطفال 57357، ثم تبرع بمنزلهم في المهندسين، بكل ما فيه من أثاث إلى أحد الشباب المقبل على الزواج، وقرر أن يعيش على ذكراها، حتى ألحق بها بعد عامين من وفاتها، وأوصى بأن يدفن إلى جوارها.