بإمكانات شبه معدومة، وتحت نيران المدافع وقصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي، يعمل الأطباء في مستشفيات غزة الفلسطينية، في أوضاع مأسوية، منذ يوم السابع أكتوبر الجاري، في أعقاب هجوم غير مسبوق شنته المقاومة الفلسطينية حماس، تحت اسم “طوفان الأقصى”، تلاه ارتكاب قوات الاحتلال الإسرائيلي جرائم قتل بحق المدنيين راح ضحيتها نحو 7 آلاف فلسطيني، وعشرات الآلاف من الجرحي.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة انهيار النظام الصحي بشكل كامل بعد خروج أكثر من 60 مستشفى ومركز صحي عن الخدمة، وقد يتدهور الوضع تماما مع نفاد الوقود الذي تسبب نقصه في الانهيار التام لمستشفيات غزة.
وردد أفراد الطاقم الطبي كلمات الأغنية الشهيرة: “سوف نبقى هنا كي يزول الألم”، في محاولة للتخفيف عن أنفسهم، هول ما يلاقونه، على يد الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه بحق المدنيين العزل.
نقص المستلزمات الطبية بالمستشفيات
إن أطباء غزة يجرون العمليات الجراحية دون تخدير وعلى إضاءة الهواتف.طبيب يعمل 216 ساعة متواصلة في المستشفي
نفاذ الإمكانيات الطبية بمستشفيات غزة
وتحدث رئيس تجمع الأطباء الفلسطينيين في تركيا، عن نفاذ الإمكانيات الطبية في مستشفيات غزة، موضحا أن “العاملين في القطاع الطبي يستخدمون الخل لتضميد الجروح وتعقيمها بدلا من المستلزمات الطبية، كما أنهم يقومون حاليا بخياطة الجروح دون تخدير”.
وأضاف أن “الظروف في غرف العمليات سيئة للغاية، ولا يوجد إمكانيات للتعقيم، ووحدات العناية المركزة في وضع صعب للغاية، لا كهرباء ولا وقود، مما سيؤدي لإغلاق المستشفيات، ولن يتمكنوا من خدمة المرضى”.
الدكتور عمر فرونة ظل في مجمع «الشفاء» الطبي بمدينة غزة لمدة 8 أيام متتالية، يحاول فيها إنقاذ الجرحى الذين كانوا وما زالوا يصلون إلى المشفى بالمئات من مناطق متفرقة تستهدفها الطائرات الإسرائيلية، لكنه عندما قرر الذهاب إلى بيته في حي تل الهوى غرب مدينة غزة في اليوم التاسع، مشتاقاً لعائلته، قصفت الطائرات الإسرائيلية منزله وقتلته مع زوجته وأبنائه وبناته، مرة واحدة.
وفروانة، طبيب معروف في قطاع غزة، وشغل عميد كلية الطب في الجامعة الإسلامية لوقت طويل، وهو واحد من بين 44 من أفراد الطواقم الطبية الذين قتلتهم إسرائيل منذ بدء الحرب على قطاع غزة في السابع من الشهر الحالي.
استشهاد 44 وإصابة 70 من أفراد الطواقم الطبية
وقال الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة: إن «الانتهاكات الإسرائيلية أدت إلى استشهاد 44 وإصابة 70 من أفراد الطواقم الطبية، في حين خرجت العديد من المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية عن الخدمة».
وأضاف أن الأرقام الكبيرة تشير إلى استهداف متعمد للطواقم الطبية والمستشفيات التي تم تهديدها أكثر من مرة، وقصفها كذلك، قبل أن تنفذ إسرائيل مجزرة في مستشفى المعمداني.
وحذّر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، من أن مستشفيات القطاع قد تتوقف عن العمل بشكل كامل في حال لم يتم إدخال الوقود الخاص بتشغيل المولدات الكهربائية لاستكمال تقديم الخدمات.
الدكتور محمد أبو سلمية، مدير مجمع الشفاء الطبي، لم يغادر محل عمله منذ بداية الحرب، ولم يرَ عائلته قط، فقط يكتفي بالاتصال مرة واحدة في اليوم، للاطمئنان على عائلته.
يقول أبو سلمية في تصريحات صحفية له،:” نحاول الاستمرار في تقديم الخدمات، نحاول إنقاذ الناس ونتفحص دائماً إذا كان أحباؤنا بينهم، إنه وضع لا يمكن وصفه.
أطباء يفاجئون بذويهم وسط الضحايا
في مستشفي الشفاء، فوجي أطباء فعلاً بأن ذويهم وأبناءهم من بين الضحايا، ووثّقت الكاميرات لحظات من الصدمة والانهيار لا يمكن ترجمتها إلى كلام. ليس فقط أهلهم، ولكن أيضاً زملاءهم.
وقتلت إسرائيل 4 مسعفين قبل أسبوع في قصف استهدف سيارتهم في شمال قطاع غزة.
ويقول الهلال الأحمر الفلسطيني: إنه يتم استهداف سيارات إسعاف تابعة له بشكل مباشر ومتعمد وأدى هذا إلى استشهاد وإصابة مسعفين.