
في قصة رعب باللهجة المصرية دي، هنحكيلك عن تجربة مش طبيعية خالص، حصلت في قرية صغيرة جنب المنصورة. القصة دي مش بس مجرد خرافة، دي كانت كارثة حقيقية غيرت حياة ناس للأبد. “البيت اللي ما بيرحمش”، كان سبب رعب حقيقي في القرية كلها، وكل اللي فكر يقرب منه دفع تمن غالي قوي.
أصل الحكاية: البداية اللي خلت القرية كلها ترتعش
من سنين طويلة، بيت قديم قاعد في نص القرية كأنه شاهد على كل الأسرار المظلمة. بيت كئيب، ريحته قديمة، وشبابيكه دايمًا مفتوحة حتى لو الدنيا شتا. اللي سكنوه زمان كانوا عيلة غريبة الأطوار، ناس مش طبيعيين خالص. الست الكبيرة، كل ليلة تطلع فوق السطح، تكلم نفسها بصوت عالي جدًا. كلماتها كانت متقطعة ومش مفهومة، فيها صريخ، فيها بكاء.
الناس بدأت تحس إن في حاجة غلط. النور اللي بيطلع من شبابيك البيت كان مش طبيعي، ضبابي، كأنه بيصرخ مع الصريخ اللي بيطلع من الست. وفجأة، في ليلة قمرها كامل، العيلة دي اختفت بدون أثر. لا وداع، لا متاع، لا حتى صوت باب بيتقفل. من يومها، البيت بقى مهجور، لكن مش ساكن. بقى مليان أصوات ضحك مكتوم، وبكاء طويل، وهمسات تيجي من لا مكان.
كل أهل القرية كانوا بيتجنبوا الشارع اللي فيه البيت. الأطفال ماكانوش يقربوا حتى في وضح النهار. الكل كان بيحكي قصص عن اللي حصل للي حاولوا يقربوا… قصص كلها بتنتهي بالصراخ أو الاختفاء.
مغامرة شباب الليل: كسروا الخوف ولا الخوف كسرهم؟
رغم كل الرعب اللي كان مسيطر، كان فيه تلات شباب شايفين نفسهم أشجع من الخرافات. مروان، كريم، وتامر. تلاتة معروفين بحبهم للمغامرة والتحدي. كانوا بيضحكوا لما يسمعوا حكايات الكبار عن “البيت اللي ما بيرحمش”، وقرروا إنهم يثبتوا للعالم كله إن القصص دي أوهام.
خططوا كويس، اتفقوا يدخلوا البيت بعد نص الليل، وجابوا معاهم كشافات قوية، وموبايلات مسجلة فيديو. اتجمعوا قدام البيت، والجو كان ساكت بطريقة غريبة، كأن القرية كلها مسكت أنفاسها.
أول ما دخلوا، الباب وراهم قفل بقوة، وكأن البيت قفل عليهم بإيده. الصوت كان عالي، والرياح اللي كانت حوالينهم اختفت فجأة. حسوا إنهم اتنقلوا لعالم تاني. حاولوا يضحكوا ويكملوا، بس كل خطوة كانت بتخلي قلبهم يدق أسرع.
اللي شافوه جوه البيت: بداية الكابوس
جوه البيت، كل حاجة كانت غلط. الحيطان مكسورة ومليانة خدوش كأن في معركة حصلت هنا. الأرضية مبلولة ومليانة بقع لونها أحمر غامق. ريحة العفن والموت كانت مالية المكان، تحس بيها تخنقك مع أول نفس.
فجأة، من الدور اللي فوق، طلع صوت ضحكة مش طبيعية. ضحكة خفيفة، بس فيها ألم وخبث. مروان قال: “أكيد صوت الريح”، بس لما كلهم سمعوها تاني، اتأكدوا إن في حد فوقهم.
قرروا يطلعوا السلم الخشبي القديم. السلم كان بيصرخ تحت رجليهم، كأنه بيحذرهم. وصلوا للدور التاني، وشافوا أوضة بابها بيتهز كأن في حد بيخبط من جوه. فتحوا الباب بشويش، ولقوا قدامهم بنت صغيرة قاعدة في الركن، ظهرها ليهم.
البنت دي كانت غريبة. شعرها كان مبلول ومتساقط على وشها، ولبسها ممزق. ولما التفتت ليهم، وشها كان مليان جروح قديمة، وعنيها سودا سودا، مفيش فيها أي بياض.
قالت بصوت مش صوت بني آدم:
“ليه جيتوا هنا؟ كنت قايلة محدش يدخل…”
وكأنها بتنعيهم أو بتحكم عليهم بالموت.
الجحيم يبدأ: رحلة الهروب المستحيلة
أول ما البنت اتكلمت، البيت كله اتغير. النور اختفى، والهوا بقى تقيل كأنك بتتنفس تراب. الأصوات حوالينهم عليت، بقى فيه صريخ أطفال، ضحك ستات، وبكاء رجالة.
مروان صرخ: “يلا نجري!”، بس الطريق للباب الرئيسي كان اختفى. الحيطان بتتحرك، الأرض بتتشقق، كل حاجة كانت ضدهم.
تامر وقع فجأة على الأرض، جسمه بدأ يترعش بطريقة مخيفة، وعيونه اتفتحت على الآخر. حاولوا يشيلوه، بس تامر بدأ يصرخ بأصوات مش مفهومة، وكأنه بيتكلم بلغة تانية.
كريم قال: “سيبوه! مش هنلحق نخرج!”، فمروان فتح شباك بالقوة، ونط، وبعده كريم.
النهاية المفتوحة: لعنة البيت اللي ما بيرحمش
لما رجعوا تاني يوم مع شوية ناس من القرية يدوروا على تامر، لقوا البيت فاضي. لا أثر، لا صوت، ولا حتى نقطة دم. كأنه عمره ما كان موجود أصلاً.
من بعدها، مروان وكريم اتغيروا. بقوا ساكتين طول الوقت، عيونهم مطفية، وشعرهم شاب فجأة. كانوا كل ليلة جمعة يسمعوا صوت تامر جاي من جوه البيت، بينادي: “خرجوني… خرجوني…”
والبيت؟ بقى ملعون أكتر من الأول. بقى كل اللي يقرب منه يحس إنه بيتفرج عليه، بيتنفس، وبيستناه.
الأسطورة لسه مكملة، والبيت لسه هناك، قاعد، بيحضر نفسه لضحية جديدة…