
تُعدّ مصر واحدة من الدول التي تتميّز بمناخٍ فريد يجمع بين الجفاف، والحرارة، والنسيم العليل القادم من السواحل. فعلى الرّغم من تنوّع المناطق الجغرافية داخل البلاد، يظلّ الطّابع العام للمناخ في مصر هو المناخ الصحراوي الجاف. وتُعتبر فصول السنة في مصر مشابهة للفصول في أوروبا وأمريكا الشمالية، حيث يبدأ الشتاء في نوفمبر وينتهي في يناير، بينما يمتد فصل الصيف من يونيو حتى أغسطس.
الشتاء في مصر: اعتدال وندرة في الأمطار
فصل الشتاء في مصر يُعتبر معتدلًا مقارنة بالعديد من دول العالم، لكن في بعض المناطق، خاصّة في الصحراء الغربية، يمكن أن تنخفض درجات الحرارة بشكلٍ كبير لدرجة تصل إلى مستوى التجمّد خلال الليل. وفي المدن الكبرى مثل القاهرة والإسكندرية، تكون الأجواء لطيفة نهارًا وباردة ليلًا، ما يجعل هذا الفصل مفضّلًا لدى الكثيرين، خاصّة السائحين.
رغم اعتدال درجات الحرارة، تظلّ الأمطار في مصر قليلة نسبيًّا، حتّى في أشهر الشتاء. فعلى سبيل المثال، لا تشهد القاهرة سوى بضعة أيّام ممطرة في العام، بينما تحصل منطقة دلتا النيل على كميات أكبر قليلًا من الأمطار، وهي تكون غالبًا مركّزة في شهري ديسمبر ويناير.
الصيف في مصر: حرارة شديدة ولكن نسيم السواحل يُخفف
أما فصل الصيف، فهو الأكثر تحدّيًا بالنسبة لسكان مصر والسائحين على حدٍّ سواء. حيث تتجاوز درجات الحرارة في العديد من المناطق الداخلية حاجز الـ 40 درجة مئوية، وقد تصل في مدينة أسوان، المشهورة بجذبها السياحي، إلى أكثر من 51 درجة مئوية، خاصّة في شهري يوليو وأغسطس.
المدن الساحلية مثل مرسى مطروح والغردقة وشرم الشيخ، تتمتع بمناخ أكثر اعتدالًا بفضل نسائم البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر. هذه النسائم تلطّف الأجواء وتجعل الصيف أكثر احتمالًا في تلك المناطق، مما يجعلها وجهات مفضّلة للسياحة الداخلية والخارجية خلال شهور الصيف.
تأثير المناخ على الأنشطة اليومية والسياحة
يؤثر هذا التنوّع المناخي على حياة الناس في مصر من عدّة نواحٍ. ففي فصل الشتاء، يُفضل الناس قضاء الوقت خارج المنزل، بينما يفضل الكثيرون تجنّب الخروج خلال فترات الظهيرة في الصيف لتفادي ضربة الشمس والجفاف.
السياحة في مصر تتأثر أيضًا بالمناخ، حيث يزدهر قطاع السياحة في فصلي الشتاء والربيع، حين تكون درجات الحرارة أكثر اعتدالًا. ولهذا السبب، نجد أن عدد الزوار الأجانب يتزايد في تلك الفترات، لا سيّما إلى المواقع الأثرية مثل الأقصر وأبو سمبل وأهرامات الجيزة.
مناخ البحر الأبيض المتوسط ومناخ البحر الأحمر
بالإضافة إلى المناخ الصحراوي، تتميّز السواحل الشمالية لمصر بلمسة من مناخ البحر الأبيض المتوسط، حيث تكون الأجواء أكثر رطوبة في الصيف وأبرد قليلًا في الشتاء، ما يجعلها مناسبة للزراعة وبعض الأنشطة التجارية. أما سواحل البحر الأحمر فتتمتع بطقس مشمس على مدار العام، مما يوفّر بيئة مثالية للغوص والرياضات البحرية.