
في قلب أوروبا الشمالية، وعلى الحدود بين النرويج والسويد، يقف واحد من أضخم الجسور في العالم بتصميم مدهش يُعرف بـ “القوس الأجوف”. إنه جسر Svinesund، الذي يُعد تحفة هندسية ومثالًا رائعًا للتعاون الدولي بين دولتين من أقوى اقتصادات الشمال الأوروبي.
لكن ما الذي يجعل هذا الجسر مميزًا إلى هذا الحد؟ وما هي قصته؟ تعال نكتشف التفاصيل!
📍 موقع الجسر وأهميته
جسر Svinesund يقع فوق مضيق Iddefjord بين مدينة هالدن في النرويج ومدينة سترومستاد في السويد.
ويُعد جزءًا أساسيًا من الطريق الأوروبي السريع E6، وهو طريق حيوي يربط العاصمة النرويجية أوسلو بعدد كبير من المدن الأوروبية مثل جوتنبرغ، مالمو، كوبنهاغن وحتى عواصم أخرى في عمق أوروبا.
الجسر لا يربط دولتين فقط، بل يمثل شريانًا استراتيجيًا لحركة التجارة والسفر والسياحة في المنطقة، ويستوعب مسارين للمركبات في كل اتجاه، لتسهيل انسيابية المرور حتى في أوقات الذروة.
🏗️ التصميم: القوس الأجوف… عظمة معمارية
تم افتتاح الجسر رسميًا في 13 يونيو 2005، وقد صُمم ليكون أحد أكبر الجسور ذات القوس الواحد في العالم.
طول القوس يبلغ حوالي 200 متر (656 قدمًا)، وهو ما يجعله من أطول الأقواس في أوروبا من حيث الامتداد المنفرد.
اللافت في التصميم أن القوس ليس مصمتًا، بل أجوف من الداخل، وهو ما يقلل من الوزن الإجمالي ويوفّر مرونة أكثر لمقاومة الرياح والثلوج والتغيرات المناخية القاسية التي تتميز بها هذه المنطقة.
❄️ تقنيات مبتكرة لمواجهة المناخ
بسبب تساقط الثلوج الكثيف خلال الشتاء في الدول الاسكندنافية، تم تزويد الجسر بـ لفائف تسخين داخلية مدمجة في سطح الطريق، تعمل على إذابة الثلوج والجليد تلقائيًا، لتأمين حركة المرور بشكل آمن على مدار العام.
كما يحتوي الجسر على ممرات داخلية مخصصة لصيانة البنية التحتية، مما يسهل على المهندسين الوصول إلى القوس الداخلي لإجراء الفحوصات الدورية دون الحاجة إلى تعطيل حركة السير.
🤝 مشروع تعاون دولي ناجح
يُعد جسر Svinesund مشروعًا مشتركًا بين هيئتي الطرق في السويد والنرويج، وقد تمت إداراته وتنفيذه بتنسيق كامل بين الطرفين، ما يعكس قوة التعاون الأوروبي في البنية التحتية والنقل.
ومن الجدير بالذكر أن الجسر الجديد جاء ليحل محل جسر قديم يحمل نفس الاسم، بُني عام 1946، ولا يزال موجودًا حتى اليوم، لكنه يستخدم الآن لأغراض محلية ومشاة فقط.
🌍 أهمية الجسر اليوم
- يُستخدم من قبل آلاف المركبات يوميًا، ما يجعله نقطة مرور رئيسية.
- يُعد جزءًا أساسيًا من شبكة النقل الأوروبية الحديثة.
- يُستخدم لأغراض تجارية وسياحية على حد سواء.
- يُصنّف ضمن أهم الجسور ذات القوس الواحد في العالم من حيث التصميم والكفاءة.